محمد السيد الصياد

محمد السيد الصياد
باحث وأكاديمي، فيلسوف وفقيه مصري، له عناية بالسياسة العامة والشرعية، وأصول الفقه ومقاصد الشريعة، يعتني بالكليات والمقاصد، ويسعى لمأسسة علم الأصول، وإبراز دوره المنهجي في الحياة العامة، كعلمٍ منهجيّ، يضبط إيقاع الفتوى والاجتهاد، ويمكن أن يضبط الحياة العامة، أي: طرائق التفكير، ومنهجيات البحث، فيصير علم المنهج، أو فقه المنهج، الذي ينقل المسلمين من طور التقليد إلى طور الإبداع، ومن طور الاستهلاك للثقافة والتكنولوجيا العالمية إلى طور الإبداع والابتكار والتجديد والتصدير للثقافة والفكر والعلوم الخالصة النابتة في أرضنا الخصبة، امتثالا للمنهج القرآني، وتطبيقاً لمقاصد الدين والشريعة في تعمير الدنيا والدين. ولذا: تفتقت كتاباته عن "نظرية العوارض البشرية" و "فقه المنهج" الذي يسعى فيهما إلى بلورة القواعد المنهجية الحاكمة التي يتغافل عنها علماءٌ معاصرون اليوم أثناء قرائتهم للنصوص التراثية ومن ثم يقعون في إشكال الأصالة والمعاصرة، والقديم والجديد!.  

مولده: وُلد في شهر أكتوبر 1986م، في قرية الشموت، مركز بنها، محافظة القليوبية، في وسط دلتا مصر، في أسرة متدينة، متوسطة الحال.
شجعه والده منذ صغره على القراءة والخطابة، فدخل مسابقات الخطابة في المعاهد الأزهرية وهو طالب في المرحلة الإعدادية وكان الأول فيها على المنطقة الأزهرية.
وقرأ الشعر منذ صغره في المجلات الإسلامية والأدبية التي كان والده يقتنيها مثل منبر الإسلام والأزهر والوعي الإسلامي واللواء الإسلامي. فأثرت تلك المجلات في تكوينه وهو صبيّ صغير!.
دراسته الأكاديمية:
تدرج في التعليم الأزهري، ثم التحق بكليّة أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، وتخرج منها سنة 2008م بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف. وكان ترتيبه الأول على الدفعة، شعبة التفسير وعلوم القرآن.
ثم حصل على الماجستير في الشريعة الإسلامية بتقدير ممتاز، وكان عنوان رسالته: "ثبوت القرآن بين السنة والشيعة وأثره في الفروع". وأشرف عليه العلامة الدكتور مدكور، والعلامة الفقيه الأصوليّ الدكتور محمد الدسوقي، وناقشه العلامة المفسّر المرحوم محمد الشريف رحمه الله، والشيخ الدكتور عبد الفتاح عبد الغني عميد كلية أصول الدين بالقاهرة. 
مشايخه:
تتلمذ محمد الصياد على عدد كبير من المشايخ، الذين أثروا في حياته العلمية، وطريقة تفكيره ومنهجه. ولم يحصر نفسه في دائرة معينة من المشايخ والاتجاهات بل تتلمذ على كلّ شيخ، وأخذ من كلّ مدرسة، ونهل من كل منهل، واغترف من كلّ دلو، فهو يؤمن بأنّ العلم المحض إنسانيّ في المقام الأول لا أيدلوجي ولا طائفي ولا مذهبيّ. فتتلمذ على السلفيّ، وعلى الأشعري، وعلى الصوفيّ، وعلى الأزهريّ. ثم له عقل راجح يبين ويستبين، فالمقلد لا يصل، والمتعصب لا يهتدي، والله خلق العقل للموازين. والاجتهاد فريضة على كلّ عاقل عالم!.
فأخذ الفلسفة وعلم الكلام على الدكتور عبد الحميد مدكور، والسيد رزق حجر، ومحمد الشرقاوي، وحسن الشافعي، وغيرهم من الدرعميين، ومن الأزهريين: الدكتور طه حبيشي، ومحي الدين الصافي، وغيرهما.
وأخذ التفسير وعلوم القرآن على الشيخ الدكتور محمد إبراهيم الشريف، أحد أعلام التفسير في دار العلوم، صاحب اتجاهات التجديد –مطبوع في دار السلام-، وأخذ الشيخ الشريف عن الشيخ عبد العظيم معاني.
ودرس مناهل العرفان للزرقاني على الشيخ السلفي الدكتور عبد البديع أبو هاشم رحمه الله.
وأخذ التفسير من مشايخ أزهريين مثل: الدكتور عبد الفتاح عبد الغني، ومحمد سالم أبو عاصي، وغيرهما.
وأخذ الحديث وعلومه عن الشيخ الدكتور رضا زكريا، والدكتور أحمد معبد، والدكتور أسامة الأزهري، والدكتور سعد جاويش، والشيخ العلامة رفعت فوزي، والشيخ العلامة عبد المجيد محمود والدكتور عماد الشربيني، والشيخ سعيد صوابي، والشيخ الجيوشي، وغيرهم. 
وأخذ الفقه والأصول عن الشيخ الدكتور المعمر محمد السيد الدسوقي حفظه الله، وهو أستاذ الأساتيذ في أصول الفقه في مصر والعالم الإسلامي، ولازمه سنين عددا وتأثر به وبفكره واجتهاداته. 
وأخذ المنهج الفقهي عن الشيخ الدكتور العالم الجليل صلاح سلطان، أستاذ الشريعة في دار العلوم. وتأثر به –وأيّ تأثر-، وصار تلميذه النجيب كما وصفه شيخه في رسالة خاصة إليه سنة 2011م. 
وسمع قطعة من المستصفى في الجامع الأزهر من الشيخ الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر وقتئذ، والإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الآن.
ودرس الورقات على الشيخ الدكتور محمد سالم أبو عاصي –عميد كلية الدراسات العليا في الأزهر- في الجامع الأزهر.
وسمع بداية المجتهد والقشيرية من الشيخ علي جمعة، -مفتي الديار المصرية السابق- في صحن جامع كلية الدعوة.
وممن أخذ عنهم من الدرعميين الدكتور حسين سمرة رئيس قسم الشريعة في دار العلوم، والشيخ الدكتور أحمد موافي رئيس قسم الشريعة وغيرهم. والدكتور إبراهيم عبد الرحيم، والدكتور محمد المنسي، وجلّ أساتذة قسم الشريعة والفلسفة.
وتأثر الشيخ الصياد بمدرسة المقاصد بدءًا بالشاطبي وابن تيمية وابن القيم، والطاهر ابن عاشور، ومحمد الغزالي، والقرضاوي، وجاسر عودة والريسوني، وجمال عطية، وطه جابر، وغيرهم. وألف كتابه: "الفتاوى المقاصدية"، وهو من أهم ما أُلّف في علم المقاصد قديما وحديثا.  
مشروعه العلمي:
تأثر محمد الصياد عموما بمدرسة التجديد والإصلاح: الأفغاني فمحمد عبد فرشيد رضا، والغزالي وشلتوت وأبو زهرة، والقرضاوي ومحمد عمارة، وسليم العوا، والبشري، ويعدّ نفسه مكملا للمدرسة وامتدادا لها بعد شيخه الدكتور محمد عمارة. 
وتأثر بالمدرسة السياسية المنبثقة عن مدرسة التجديد والإصلاح الدينية والتي أسسها ضياء الريس وحامد ربيع ثم نادية مصطفى وسيف عبد الفتاح وهبة رؤوف.
ويعكف على بلورة نظرية متكاملة للشيخ الغزالي، فألف عددا من الكتب في ذلك الصدد: "مقاصد الشريعة عند الغزالي"، "الدولة وماهيتها عند الغزالي"، "تهافت الملاحدة للغزالي"!.


أطروحاته ومشاريعه:
يسعى محمد الصياد إلى بلورة رؤية لماهية الدولة الإسلامية وعلاقتها بالدولة الحديثة، وتأسيس نظرية للدولة الإسلامية، وتحديد معالم المشروع الإسلامي الذي شكك فيه الكثيرون خاصة بعد انهيار وفشل بعض الإسلاميين في بعض الدول العربية.
يقوم الصياد على تخريج مشروع إسلامي عالمي للسلم العام والتعايش السلمي، ونبذ الفرقة والخلاف بين الفرق والطوائف، سيما تلك الخلافات التاريخية والموروثات الكلامية والعقدية التي تؤجج العوام والدهماء وتدمر الأمة، وتزيد الفجوة بين أبنائها. وبدأ هذه الخطوة بمقالة مهمة له بعنوان: "الخلاف بين السلفية والأشاعرة، هل من حلّ؟!"، ركّز فيه على فهم الكبار أمثال العز بن عبد السلام من الخلاف بين طوائف الأمة وكيف أدى إلى تشتيتها عن قضاياها الكبرى والمحورية، وكيفية علاجه؟!
ولذلك فمن أطروحاته أنه لا يوجد الآن ما يُسمى بأهل السنة والجماعة، بل يجب الرجعة إلى المنهج القرآني "هو سماكم المسلمين"!. وأن الخلاف بين المسلمين هو في الفروع لا في الأصول، وأن أي خلاف تاريخي ماضوي بين المسلمين يمكن تجاوزه.
ومنها: أن الله سيحاسب كلّ مسلم على حدة، وسوف نأتيه يوم القيامة فردا، وأن كلّ نفس ستجادل عن نفسها، فلا يبقى إذن معنى للخلاف القائم بين الأشاعرة والمعتزلة والسلفية والإباضية وغيرهم، فالله لن يقول لأحد ادخل الجنة لأنك أشعري أو سلفي، بل كلّ سيدخل الجنة بعمله وبما قدمه، إذا اكتنفته الرحمة الإلهية، فيجب ترك مآل البشر إلى الله، وأن نكون دعاة لا قضاة. هذا منهج الرجل وجانب من اجتهاداته وأطروحاته العقدية، التي يسعى من خلالها إلى تجميع كلمة المسلمين، وتوحيد جهودهم ضد العدو الحقيقي، وحول القضايا المصيرية!. وهذا هو نفس منهج العز بن عبد السلام وكثير من عباقرة الإسلام. 
ومن آرائه الجديرة بالدراسة، أنه لا نسخ في القرآن. وأن القرآن إنما ثبت بالتواتر، وهو مدون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الأسانيد القرآنية هي لضبط الآداء وكيفية التلاوة لا لإثبات اللفظ القرآني في ذاته. منعا للحرج الذي سببته الروايات الشفهية والأسانيد الصحيحة. وقد درس هذه المسألة جيدا في كتابه: "ثبوت القرآن بين السنة والشيعة".
ومن أقواله: "أنه لا إسناد بعد عصر الرواية"، فلما استقرت الكتب، ودُونت العلوم، فلا يبقى مكاناً للأسانيد سوى التبرك. وهو مذهب جماهير المسلمين، قال هذا الكلام في الردّ على غلاة من المتصوفة يخترعون أسانيد ليست في الكتب ليثبتوا بها شبهات واهية.
ومن أقواله أن المرأة يحقّ لها أن تتولى الرئاسة، وأنّ مشكلة المسلمين ليست في تولي المرأة الرئاسة إذا انتخبتها الجماهير وأتت بها الصناديق بل في طغاة يحكمون الناس بالقوة ويغتصبون حقوقهم في الاختيار والانتخاب، فإذا خُيّر الناس بين عائشة وابن أُبيّ فمن البدهي أن تحكمنا عائشة، وإذا خُيروا بين عمر وعائشة فليختار الناس، ولتحكم الجماهير، ولتظل رقيبا على العملية السياسية فإذا أخطأ الحاكم أخذوا على يديه.
نشاطات عامة:
= شارك الشيخ الصياد في تأسيس مكتب رسالة الأزهر مع شيخه الدكتور أسامة الأزهري أبريل 2011م، وعمل فيه باحثا حتى أبريل 2015م. وكان المكتب تابعاً للرابطة العالمية لخريجي الأزهر يعتني بإحياء المنهج الأزهري الوسطي المعتدل، ويُفنّد أطروحات وشبهات جماعات العنف والتدمير، ونشر الشيخ الصياد عدداً من المقالات في إصدارات مكتب رسالة الأزهر والرابطة العالمية لخريجي الأزهر، كان لها قبول ورضاء عند علماء المسلمين.
= شارك الشيخ في مؤتمرات حوار الأديان في كلية الفقه بجامعة الكوفة بالعراق سنة 2014م، أثناء زيارته للعراق، والتقى عدداً كبيراً من علماء الشيعة العرب في النجف، وأجرى حوارات معهم وجاري طبعها في كتاب: "حوارات أزهرية مع الحوزة النجفية"، بتقديم عدد كبير من علماء الدين والسياسة. 
= شارك الشيخ في كتابة مقالات ودراسات في عدد من المجلات العلمية والدوريات الصادرة عن المراكز البحثية، وقد بلغت مئات الدراسات حتى الآن.


= كتب منشورة:
ثبوت القرآن بين أهل السنة والشيعة الإمامية، طبع في دار النور المبين بالأردن.
حوارات أزهرية مع الحوزة النجفية، ط/ مكتبة الإيمان.
= كتب تحت النشر:
مقالات السلفيين.
ماهية الدولة الإسلامية.
الحبّ العذري والرومانسية البريئة عند الصحابة والسلف.  
مقاصد الشريعة عند محمد الغزالي.
مهمة الأسانيد في العصور المتأخرة.
منهج المفسرين في نقد متون الأحاديث.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق